يقشعر بدن المرء حين يسمع الخبر، ولا يكاد يصدق عينيه حين يطالع بشاعة الصور. وفى صدمته وذهوله فإنه لا يستطيع أن يخفى شعوره بالازدراء والنفور من أولئك الذين وضعوا الطيار الأردنى فى قفص حديدى ثم أشعلوا النار فيه، لكى يوجهوا بدمه وجسده المتفحم رسالتهم إلى الملأ. وحين يسترد المرء وعيه فإنه لا يستطيع أن يوقف سيل الأسئلة التى يستدعيها المشهد. بعضها يفتح عينيه على ما جرى السكوت عليه،
في حين يحفل العالم العربي بحروب وصراعات عبثية بين الأشقاء، فإن غزة وحدها تخوض حرباً بطولية ضد الأعداء الحقيقيين.
(1)
صارت أخبار الحروب الأهلية في العالم العربي عنوان كل صباح. «داعش» تصفي معارضيها وتقترب من بغداد بعد سقوط الموصل وتكريت. الحوثيون على أبواب صنعاء بعد سقوط عمران. في ليبيا بنغازي ضد طرابلس والزنانة ضد مصراتة. الاقتتال في غرادية بالجزائر بين العرب والأمازيغ.
لا أجد مدخلاً لعرض الموضوع أفضل من استعادة ما جرى للثورة التي قادها رئيس الوزراء الإيراني الدكتور محمد مصدق وتحدى فيها شاه إيران عام 1951. ذلك أن مصدق كان يقود وقتذاك الجبهة الوطنية، التي كان من بين أهدافها تأميم النفط الإيراني وتخليص البلاد من هيمنة البريطانيين والأمريكان، لم يكن الرجل غريباً عن المشهد السياسي، لأنه كان وزيراً سابقاً ونائباً في البرلمان وقيادياً وطنياً مرموقاً،
أبرزت بعض الصحف العربية خبر اعتذار إسرائيل لتركيا فى حين تجاهلت صحف أخرى خبر الاعتذار وركزت على العودة إلى تطبيع العلاقات بين البلدين. وحتى إذا كان ذلك التفاوت من قبيل المصادفة، إلا أنه يعبر عن التباين القائم فى قراءة مفردات السياسة الخارجية التركية.
لا الدولة الدينية قامت ولا ولاية الفقيه لاحت ولا اللون الواحد انفرد بكتابة الدستور الجديد. وهي الحقائق التي تبدت حين خرج المشروع إلى النور، وأتيح لنا أن نقرأه بأعيننا، وليس بأعين الذين استبقوا ووصفوه بأنه دستور العار وحذرونا من الكارثة التى يحملها إلينا، وقرروا أنه يعصف بحقوق المصريين وحرياتهم.
أفهم أن يطالب البعض بتكليف الإخوان بتشكيل الحكومة فى مصر، لكنى أستغرب أن يأخذ الإخوان الكلام على محمل الجد، فيشمرون عن السواعد ويشاورون ويرشحون ويرتبون. ثم يقول قائلهم بمنتهى الحماس إنهم ليسوا جاهزين من اليوم فقط، ولكنهم جاهزون من أمس أيضًا!
حقوق النشر © 1401 رسالة الإصلاح. جميع حقوق الموقع محفوظة. التصميم والتطوير لشركة روبال للبرمجة